الخميس، ٨ أبريل ٢٠١٠

Un homicide involontaire sans motif raciste ou religieux

Ce sont souvent des faits divers en apparence insignifiants qui révèlent l’état réel d’une société.

Les faits dont je vais parler ci-dessous ne sont pas insignifiants et ils ne devraient pas être traités comme un fait divers, puisqu’il s’agit d’un assassinat par lynchage. Pourtant, notre grande presse s’évertue à les présenter ainsi. Pourquoi ? Vous le comprendrez bientôt.

Le 30 mars dernier, un couple, qui souhaite acquérir un pinceau et un pot de peinture, se présente vers 19 h 10, à l’entrée du magasin de bricolage Batkor de Bobigny. L’agent de sécurité, Saïd Bourarach, leur refuse naturellement l’accès en raison de la fermeture du magasin depuis 19 h। Cela a pour effet de rendre fou de rage le client, « un blond tatoué à queue de cheval ». Il promet : « On va revenir tout casser, on va te tuer ! ». Et il revient quelques temps après avec trois autres hommes… munis pour deux d’entre eux d’un cric et d’une grosse pierre

http://www.youtube.com/watch?v=7RwUVqNUfXc&feature=related

On retrouvera vingt-quatre heures plus tard le corps du vigile dans le canal de l’Ourcq où tout laisse à penser qu’il a été jeté après avoir été passé à tabac.

La victime est un maghrébin, les agresseurs sont des « blancs »… Pourtant, le Procureur de la République, Sylvie Moisson, de Bobigny a été prompt à faire savoir qu’il s’agissait d’un homicide involontaire, pour lequel le motif « raciste ou religieux » n’avait pas à être retenu. Les ligues de vertu, qui sont restées particulièrement discrètes dans cette affaire, n’ont pas, contrairement à leur habitude, contesté les propos du Procureur. Quant à la presse, elle n’a pas fait ses choux gras de cette triste affaire qu’elle n’a évoquée qu’en passant.

C’est à n’y rien comprendre quand on est habitué au traitement médiatique et politique habituel de ce type d’affaires. Et pourtant tout se comprend très bien quand on sait que les agresseurs étaient tous de confession juive et pour l’un d’entre eux détenteur d’un passeport de l’entité sioniste… Tout se comprend encore mieux quand on sait qu’ils ont accusé leur malheureuse victime d’avoir tenu des propos antisémites…

http://www.youtube.com/watch?v=94wOZov4foo&feature=related

Maintenant, imaginons que les faits se soient déroulés d’une manière légèrement différente. Le vigile aurait pu être tué dans les mêmes circonstances par un groupe de « blancs tatoués » de confession catholique. Pire, il aurait pu être lui-même de confession juive et ses assassins des « blancs tatoués », voire des « beurs de banlieues ». Que pensez-vous qu’il se serait alors produit ? Bien sûr l’affaire aurait fait la une des grands médias, les ligues de vertu seraient montées au créneau, une campagne de presse de plusieurs jours aurait accompagné des manifestations de masse contre – au choix selon la variante imaginée - le fascisme toujours vivant, le racisme des Dupont-Lajoie et l’antisémitisme digne des jours les plus sombres de notre histoire.

J’affabule ? Pas le moins du monde। Souvenez-vous du 9 juillet 2004। Une jeune femme, mythomane, prétendit alors avoir été bousculée dans le RER et taguée – au stylo feutre - de svastikas sur le ventre, au motif qu’on l’avait prise pour une juive. Que se passa-t-il alors ? Jacques Chirac exprima publiquement son effroi, le secrétaire d’État Nicole Guedj passa près d’une heure en sa compagnie, la Licra, le Crif, le Congrès juif mondial, la Ligue des droits de l’Homme, etc.

http://www.youtube.com/watch?v=LpTh29ej-AQ

La fausse agression antisémite du RER D

http://www.homme-moderne.org/plpl/l0704/01I.html

se répandirent en communiqués et dénoncèrent les véritables coupables : Jean-Marie Le Pen et l’humoriste Dieudonné !

السبت، ٦ يونيو ٢٠٠٩

كيفية تغسيل الميت

Laver un mort - Où que vous soyez, la mort vous atteindra!!!
Vidéo envoyée par hamed64


أخواني وأخواتي في الله .إسمحولي أن أصطحبكم معي إلى رحلة من نوع آخر
الرحلة الأخيرة في حياتنا لنتعرف على نهاية ذلك الإنسان الضعيف وهو يفارقالحياة بلا أهل ,بلا مال, بلا أصحاب
لذلك قررت نقل هذا التوضيح المصور لتغسيل الميت حتى تعلموا آخر مرحلة نمر بها في هذه الدنيا الفانية

Cheikh ould 'adoud rahimahoulah.1

Cheikh ould 'adoud rahimahoulah.1
Vidéo envoyée par abishac

parole de cheikh rahimaholah

Cheikh ould 'adoud rahimahoulah.2

Cheikh ould 'adoud rahimahoulah.2
Vidéo envoyée par abishac

CHEIKH BILAD CHINGUIT

الخميس، ٢٨ مايو ٢٠٠٩

غسل الميت

ـ ينبغي للمسلم أن يستعد لنزول الموت به بالإكثار من الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات ، وأن يكون الموت حاضراً في ذهنه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) رواه الترمذي وصححه الألباني في الإرواء (682)
ـ إذا مات المسلم فإنه ينبغي على من عنده عدة أشياء :
1- أن يغمضوا عينيه ، لأنه صلى الله عليه وسلم أغمض عينَي أبي سلمة رضي الله عنه وقال : ( إن الروح إذا قُبض تبعه البصر ) رواه مسلم .
2- أن يلينوا مفاصله لكي لا تتصلب ، ويضعوا على بطنه شيئاً حتى لا ينتفخ .
3- أن يغطوه بثوب يستر جميع بدنه ، لقول عائشة رضي الله عنها : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سُجِّي ببُرد حَبره ) متفق عليه ، أي غطي بثوب مخطط .
4- أن يُعَجلوا بتجهيزه والصلاة عليه ودفنه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أسرعوا بالجنازة ) متفق عليه .
5- أن يدفنوه في البلد الذي مات فيه ، لأنه صلى الله عليه وسلم يوم أحد أمر أن يدفن القتلى في مضاجعهم – أي أماكنهم – ولا يُنْقلوا ، رواه أهل السنن ، وصححه الألباني في أحكام الجنائز (ص14) .
ـ غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فرضُ كفاية إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين .
ـ أولى الناس بغسل الميت وصيُه ، أي الذي أوصى له الميت أن يقوم بغسله .
ـ ثم أبوه لأنه أشد شفقة وأعلم من الابن ، ثم الأقرب فالأقرب .
ـ الأنثى تغسلها وصيتها ، ثم أمها ثم ابتنها ثم القربى فالقربى .
ـ للزوج أن يغسل زوجته لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة – رضي الله عنها - : ( ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك ... ) حديث صحيح رواه احمد ، ينظر تخريجه في رسالة (الغسل والكفن) للشيخ مصطفى العدوي (صفحة 46) ، وللزوجة أن تغسل زوجها ، لأن أبا بكر أوصَى أن تغسله زَوجته . أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 6117) .
ـ للرجل والمرأة غسل من له أقل من سبع سنين ، سواء كان ذكراً أو أنثى ، لأن عورته لا حكم لها .
ـ إذا مات رجل بين نساء ، أو امرأة بين رجال ، فلا يُغَسل بل يُيَمم ، وذلك بأن يضرب أحد الحاضرين التراب بيديه ثم يمسح بهما وجه الميت وكفيه .
ـ يَحرم أن يغسّل المسلمُ الكافر أو يدفنه ، لقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبداً } سورة التوبة84 فإذا نهي عن الصلاة عليهم وهي أعظم ، نهي عما دونها
ـ يسن عند تغسيل الميت أن يستر عورته ثم يجرده من ثيابه ، ويستره عن عيون الناس ، لأنه قد يكون على حال مكروهة أنظر صورة 1 ،




ثم يرفع رأسه إلى قرب جلوسه ، ويعصر بطنه برفق ليخرج الأذى منه ، ويُكثر صب الماء حينئذ ليذهب ما يخرج من الأذى أنظر صورة 2 ।





ـ ثم يلف الغاسل على يده خرقة أو ( قفاز ) فينجّي بها الميت ( أي يغسل فرجيه ) دون أن يرى عورته أو يمسها ، إذا كان للميت سبع سنين فأكثر أنظر صورة 3 ،


ثم يسمي ويوضئه كوضوء الصلاة ، لقوله صلى الله عليه وسلم لغاسلات ابنته زينب : ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) متفق عليه ، ولكن لا يُدخل الماء في أنفه ولا فمه ، بل يُدخل الغاسل أصبعيه ملفوفاً بهما خرقة مبلولة بين شفتي الميت فيمسح أسنانه ، وفي منخريه فينظفهما ، ثم يستحب أن يغسل برغوة السدر رأسه ولحيته
أنظر صورة 4 و 5 ، وباقي السدر لجسده











ـ ثم يغسل جانبه الأيمن من جهة الأمام كما في صورة 6 ،





ومن جهة الخلف كما في صورة 7

، وهكذا يفعل بجانبه الأيسر ، للحديث السابق : ( ابدأن بميامنها ) ثم يعيد ذلك مرة ثانية وثالثة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : ( اغسلنها ثلاثاً ) وفي كل مرة يمر الغاسل بيده على بطن الميت ، فإذا خرج منه أذى نظفه
للغاسل أن يزيد في الغسلات على ثلاث مرات ، حتى ولو جاوز السبع إذا احتاج لذلك .
ـ يسن أن يجعل في الغسلة الأخيرة ( كافوراً ) لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ( اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً ) وهو طيب معروف بارد تطرد رائحته الحشرات ، أنظر صورة 8 .
ـ يُستحب أن يُغسل الميت بماء بارد إلا إذا احتاج الغاسل للماء الحار بسبب كثرة الأوساخ على جسد الميت ، وله أن يستعمل الصابون لإزالة الوسخ ، ولكن لا يفركه بشدة لكي لا يتشطب جلده ، وله أن ينظف أسنانه بعود تخليل الأسنان .
ـ يستحب قص شارب الميت وتقليم أظافره إذا طالت طولاً غير عادي ، أما شعر الإبط والعانة فإنه لا يقص شعرهما .
ـ لا يستحب تسريح شعر الميت لأنه سيتساقط ويتقطع ، أما المرأة فيظفر شعرها ثلاث ظفائر ويُسدل وراء ظهرها .
ـ يستحب أن ينشف الميت بعد غسله .
ـ إذا خرج من الميت أذى ( بول أو غائط أو دم ) بعد سبع غسلات فإنه يُحشى فرجه بقطن ، ثم يُغسل المحل المتنجس ، ثم يوضأ الميت .
أما إذا خرج الأذى بعد تكفينه ، فإنه لا يُعاد غسله ، لأن فيه مشقة .
ـ إذا مات المحرم بالحج أو العمرة فإنه يُغسل بماء وسدر كما سبق ، ولكن لا يُطيب ولا يُغطى رأسه إن كان ذكراً ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الذي مات مُحْرماً بالحج : ( لا تحنطوه ) أي لا تطيبوه ، وقال ( لا تُخَمروا رأسه فإنه يُبْعث يوم القيامة ملبياً ) متفق عليه .
ـ شهيد المعركة لا يُغسل ، لأنه صلى الله عليه وسلم ( أمر بقتلى أحد أن يُدْفنوا في ثيابهم وألا يُغسلوا ) رواه البخاري ، بل يدفن الشهيد في ثيابه التي مات فيها بعد نزع السلاح والجلود عنه ، ولا يُصلى عليه لأنه صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد ، متفق عليه .
ـ السِّقط إذا بلغ 4 أشهر يُغسل ويُصلى عليه ويُسمى ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحدكم يكون في بطن أمه 40 يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يُرْسل له المَلَك فينفخ فيه الروح ) رواه مسلم ، أي بعد 4 أشهر ، أما قبلها فهو قطعة لحم يُدفن في أي مكان بلا غسل ولا صلاة .
ـ من تعذر غسله إما لعدم وجود الماء ، أو لتمزقه ، أو لاحتراقه ، فإنه يُيَمم ، أي يضرب أحد الحاضرين بيده التراب ويمسح بهما وجه الميت وكفيه .
ـ ينبغي على الغاسل ستر ما يراه في جسد الميت إن لم يكن حسناً ، كظُلمة في وجه الميت ، أو آثار بشعة في جسده ، ونحو ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من غَسَّل مسلماً فكتم عليه ، غفر الله له أربعين مرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني في أحكام الجنائز (ص51) .

الجمعة، ١٥ مايو ٢٠٠٩

الإمام بداه ابن البصيرى


محمد عبد الله ولد البصير ي
إن العين لتدمع، والقلب ليخشع، ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا بفراقك يا إمامنا وشيخنا الجليل لمحزونون.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
فقدناك يا شيخ المشايخ، وإمام المحققين .. فقدناك يا قطب المعارف وعنوان العلوم ومنبع القيم.. يا نور البصائر ومبعث حياة القلوب..

فقدناك أبا حنونا وكافلا عطوفا ومربيا ظريفا .. وفقدت برحيلك الأمة الإسلامية العلامة المحقق المتبصر محمد بن البصيري المعروف بلقبه "بَداه "، الذي ملأت علومه مسامع التاريخ وأنارت دروسه ومؤلفاته مجاهل الكون، والإمام الفريد الذي انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل فرسخ التوفيق بين العقل والنقل، وجدد علوم الدين ومعالم السنة ، وقمع الباطل بالحق، ودافع الشبهة بالحجة، و حارب البدع بإحياء السنن.
فقدناك يا شيخ المشايخ، وإمام المحققين .. فقدناك يا أعلى منارة في بلاد شنقيط، وأمنع رباط للدعوة على ثغور صحراء المرابطين، بل أعتى قلعة من قلاع الذود عن حياض السنة والذب عن بيضة الإسلام.

ليس رحيلك، يا إمامنا الفريد مجرد صعود روح طاهرة إلى بارئ النفوس، إنه مكتبة تحترق، وكنز بشري يختفي، وتراث حضاري يضيع.. إنه جامعة توصد أبوابها، ومحظرة تقوض خيامها ومنبر للدعوة ينهار على مواجع الزمن.

وضعت " الحجر الأساس لمن أراد شرعة خير الناس" وصدعت بـ"القول السديد في الرد على أهل التقليد "فسلكت بنا" أسنى المسالك "ونثرت" الدر النضيد في علم الكلام و حقيقة التوحيد "وجهزت "الكتائب الشرعية في صد هجوم القوانين الوضعية " وهديت "تحفة الكرام في بيان الحلال و الحرام " وبينت "مبادئ الرسوخ في معرفة الناسخ و المنسوخ"...
شيدت بمؤلفاتك صرحا من صروح المعرفة وطودا شامخا من العلوم الشرعية، ورفعت منارة فيض تنير أرجاء المعمورة ومسالك الوجود، ورسمت معالم الطريق طريق الهداية السمحة والشريعة الغراء.
يا صاحب "القول السديد" و"الحجج المتكاثرة"، ويا رائد "العمل بالراجح" و"الانتصار للسنة" ويا واهبا " إسعاف الظرفاء" و "تنبيه الحيارى" ويا هاديا إلى "منح الجليل" و"نيل السول في مبادئ الأصول"، كل حرف سطرته يراعتك الزكية سيبقى شذاه يعطر الحقب، ونوره يشع في ظلمات الجهل.
امتثلت حديث " الدين النصيحة"، لله: بتوحيده وإخلاص النية في عبادته وتحكيم شرعه والحرص على طاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ولكتابه: بتعظيمه وتلاوته والوقوف عند أحكامه وتعلم وتدريس علومه، ولرسوله: بالإيمان به وتعزيره وتوقيره وتعظيمه وإحياء سنته، ولأئمة المسلمين: بتقويم المعوج وتذكير الغافل والعون على الحق وبيان حقوق الرعية، ولعامة المسلمين بإرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وتعليم جاهلهم وتذكير غافلهم وإسداء النصح لهم وستر عوراتهم وسد خلاتهم.
أخذت بناصية العلم إلى مراقي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وملكت الجرأة على الحق لا تأخذك في الله لومة لائم. لم تصانع سلطانا ولم تهادن حاكما ولم ترضخ لضغط جماعة ولم تركن إلى مآثر المناصب والامتيازات.
لم تكن "بحاجة إلى سيارة ولا إلى عمارة ولا إلى راتب,,," كما كنت تقول طيلة حياتك على أمواج الأثير، ولست بحاجة إلى "ميدالية فارس في رتبة الاستحقاق الوطني" ولا إلى جائزة "نوبل" للعلوم الشرعية، فأنت أعظم وأجل من كل ذلك، لا يجزي فيض عطائك وسيب نوالك وسخ الدنيا ولا تريد من المخلوقات جزاء ولا شكورا. فقد عرفناك زاهدا في الحياة الدنيا عزوفا عن امتيازاتها معتبرا إياها دار عبور ومطية عمل، لا تخاف إلا الله عز وجل ولا ترجو إلا فضل ذي الجلال والإكرام.
ذلك فيض من غيض، فمن يحصي مناقبك؟ ومن يحيط بما تخفيه يمينك عن شمالك؟ جل الخطب وعظمت الفاجعة ، لكن المؤمن مهما شق الصبر وجمحت العاطفة وشطحت الأحزان، يبقى مزموما بزمام الشرع وملجما بلجام التسليم لقضاء الله وقدره.
يعزينا فيك، يا إمامنا الجليل، فضل الرؤوف وسعة رحمته وما وعد به عباده الصالحين، ثم نصيبك من وراثة الأنبياء، وسلف صالح يدعو بالخير، وعلم بثثته في صدور الرجال، وصدقات جارية مذ نعومة أظافرك، وحديث عمر التسعين. أسكنك الله فسيح جناته وعظم أجرنا من بعدك.

غيض العلم، وهد ركن الدعوة، وتصدعت قواعد القيم.. تفطرت الأكباد، وعيي اللسان، لكن القلم أبى إلا أن يذرف دمعة حبر على صفحة الأسى ولوعة الفراق..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده। ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فى رثاء: الإمام بداه ابن البصيرى

الله أكبر إن الخطب قد عظـــــــما مصيبة الدين في فقداننا العـلمـــــــــــا

إن العلوم غدت في اللحد مدرجــة مذ فقد طودين قد كانا لها علمـــــــــــا

فالأرض هزت ودمع الغيم منهمل والبحر زمجر والشمس اختفت سقمـا

لنا عزاء بفقد المصطفى سلفـــــــا فا الرزء من بعده سهل وإن عظمـــــا


الشاعرة : آسية /أحمد رمظان


الشيخ بداه ولد البصيري..رحيل عالم وخسارة شعب



ترجمة العلامة بَداه بن البصيري الشنقيطي

هو العلامة محمد بن البصيري ، اشتهر بلقبه " بَداه " المفتي العام في موريتانيا ، و إمام جامع الملك فيصل الكبير في وسط العاصمة نواكشوط .
نشأته و طلبه للعلم
ولد الشيخ سنة ( 1337 هـ ) ، و نشأ في بيئة علمية ، فحفظ القرآن و هو ابن سبع سنين ، و أخذ فيه سنداً في قراءة الإمام نافع بروايتي قالون و ورش ، و سنداً في قراءة ابن كثير ، ثم اشتغل بتحصيل العلم على مشاهير علماء بلاده .
و بعد دراسته للعلوم المتداولة عندهم اتجه إلى التدريس و المطالعة .
أهم شيوخه

أخذ الشيخ " بَداه " العلم عن علماء معروفين في قطرهم منهم :
الشيخ محمد سالم بن آلما المتوفى سنة ( 1383 هـ ) .
الشيخ محمد بن المحبوب المتوفى سنة ( 1385 هـ ) .
الشيخ محمد عال بن عبد الودود المتوفى سنة ( 1387 هـ ) .
الشيخ المختار بن أبلول المتوفى سنة ( 1398 هـ ) .

ثناء العلماء عليه
جاء في تقريظ العلامة المختار بن أبلول لكتاب " أسنى المسالك " للشيخ " بَداه " ما نصه :
( إنه الإمام العلامة المتقن ، ناصر السنة ، قامع البدعة ) .
و قال عنه الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر القلادي :

( إنه العلامة الجليل النبيل ، الذي ليس له فيما يعانيه من مثيل ، ولا يكون له به كفيل ، وما ذاك إلا لخلو البلاد ممن يدانيه ، ولا قريب من مبانيه ، لقيامه بالسنن عندما أميتت ، و إماتته للبدع بعدما أبيحت ) ।
و قال عنه صاحبه و تلميذه العلامة محيي الدين محمد بن سالم بن المفتي : ( إنه العام المحقق ، قامع الباطل بالحق ، ودافع الشبهة بالحجة ، الداعي إلى الحق ، المتمسك بالكتاب و السنة ) .
و قال عنه صديقه الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله : ( هو العالم الصالح السلفي ، الذي نفع الله به أهل بلده ) .

مصنفاته
و للشيخ " بَداه " رحمه الله مصنفات عديدة ، في مختلف أبواب العلم و ترتيبها :
أولا : الاعتقاد
1– " تنبيه الخلف الحاضر على أن تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر "
2 – " الدر النضيد في علم الكلام و حقيقة التوحيد "
3 – " تنبيه الحيارى و تذكرة المهرة في الجمع بين أحاديث الفرار و النهي ولا عدوى ولا طيرة "
4 – " تنبيه الجماعة على أحاديث أشراط الساعة "
5 – " الكتائب الشرعية في صد هجوم القوانين الوضعية "
ثانيا : في اتباع الكتاب و السنة و ذم التقليد
6 – " أسنى المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب الإمام مالك "
7 – " القول المفيد في ذم قادح الاتباع و مادح التقليد "
8 – " القول المبين في الرد على من قال بالتزام مذهب معين "
9 – " الحجر الأساس لمن أراد شرعة خير الناس "
10 – منظومة "الانتصار للسنة "
11 – " القول السديد في الرد على أهل التقليد "
ثالثا : في الفقه
12 – " حاشية على مختصر خليل بن إسحاق المالكي "
13 – " منح الجليل فيما عارض المختصر بالدليل "
14 – " رسالة في الرد على القائلين بإرسال اليدين في الصلاة "
15 – " تحفة الكرام في بيان الحلال و الحرام "
16 – " تنبيه الأنام على مشروعية القراءة حال جهر الإمام "
17 – " الحجج المتكاثرة في صحة السجود في الطائرة "
18 – " رسالة في الأشياء التي أجمع العلماء على إخراج الزكاة منها "
رابعا : في الأصول
19 – " نيل السول في مبادئ الأصول "
20 – " مبادئ الرسوخ في معرفة الناسخ و المنسوخ "
21 – " تذكرة الراسخ في معرفة الناسخ و المنسوخ "
خامسا : في السيرة
22 – " تحفة الولدان في سيرة خير بني عدنان "
23 – " إتحاف ذوي النجابة في مشاجرة الصحابة "
24 – " إسعاف الظرفاء في تاريخ الخلفاء "
25 – " الهدية المرضية في الفرق بين الغزوة و البعث و السرية "
و جميع هذه الكتب غير مطبوع ، و بعضها مكتوب على الآلة الكاتبة ، فإخراج كتاب " تنبيه الخلف الحاضر " هو باكورة ذلك ، أسأل الله تعالى أن يجعله فاتحة خير ، و ييسر إخراج غيره و طباعته و نشره .
عقيدته
من خلال النظر في ترجمة الشيخ " بَداه " ، و ثناء العلماء عليه ، و النظر في بعض كتبه ، يتضح جليا ما يتميز به من معتقد سليم ، ومنهج دعوي مستقيم ، و يمكن بيان مظاهر ذلك بإيجاز في النقاط التالية :
أولا : موقفه من توحيد الاسماء و الصفات
يعتبر هذا الكتاب الذي بين أيدينا أصدق دليل على اتباع الشيخ " بَداه " لاعتقاد السلف ، فإنه لم يؤلفه إلا لبيان ما كان عليه أئمة الإسلام ، من إثبات لأسماء الله تعالى و صفاته ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
قال الشيخ " بَداه " في هذا الكتاب : ( إن السلامة في اتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم وما كان عليه أهل القرون الثلاثة المفضلة ، و أن أصول التأويل كلها راجعة إلى الجهمية و المعتزلة و الخوارج ، و أن ما يلزم المتكلمون أهل السنة و الجماعة في صفات الاستواء و النزول و اليد و غيرها ، فإن أهل السنة يلزمونهم به في الصفات التي يثبتونها ، لأن جميع صفات الباري عز و جل من باب واحد ، فكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم لا يختشى منه تشبيه ولا تكييف ، و يمر كما جاء مع اعتقاد التنزيه لله عز و جل عن التشبيه ...و لأن من باينت ذاته الذوات باينت بديهة صفاته الصفات ... ) .
إلى غير ذلك من المواضع التي تدل على سلفيته بل نقله عن أئمة أهل السنة و الحديث خير شاهد على ذلك
بالإضافة إلى إلزامه للأشاعرة بكتب " الإبانة " لأبي الحسن الأشعري ، وعقده فصلا لإثبات صحة نسبته إليه .
ثانيا : موقفه من صفة الكلام لله تعالى
هذا و إن كانت هذه الصفة داخلة في توحيد الأسماء و الصفات ، لكني أفردها هنا لتظاهر بعض المتكلمين بإثباتها مع مخالفتهم لأهل السنة فيها ، لذلك عقد الشيخ " بَداه " في هذا الكتاب فصلا لبيان معتقد أهل السنة في الكلام ، ناقلا عن أئمتهم ، مبينا أنه حرف و صوت ، كما يليق بذات الله تعالى ، على وفق ما دلت عليه النصوص ، و أجمع عليه الأئمة .
ثالثا : موقفه من علماء أهل السنة
لقد عرف الشيخ " بَداه " لعلماء السنة قدرهم ، فعظمهم و دافع عنهم ، و اعتقد اعتقادهم ، و منهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، الذي ظلمه كثير من خصومه ظلما حسيا و معنويا ، فقال الشيخ " بَداه " مدافعا عنه كما في هذا الكتاب ما نصه : ( فمن طعن على شيخ الإسلام في هذا ، فليطعن على أئمة الإسلام و السلف الصالح قبله جميعا ، ولا يجعل شيخ الإسلام حائطا قصيرا يتخطاه القوي و الضعيف ، جراء إشاعات من أعدائه لا أصل لها ولا فرع في الحقيقة ، فلو كان ما يقول الطاعنون الجاهلون بحياته و مستواه في العلم حقا ، لما سمي شيخ الإسلام من طرف خمسة و ثمانين عالما ، كما بيناه في ترجمته في " القول المفيد في ذم قادح الإتباع و مادح التقليد " ... ) .
بل قد اشتهرت أبياته الرائعة في مدحه لشيخ الإسلام ، ومنها :
تقي الدين أحمد لا يبارى ** بميادين العلوم و لا يمارى
تقي ماجد برّ كريم ** يدور مع الأدلة حيث دارا
برئت إلى المهيمن من سماعي ** مقالات تقال له جهارا
وقد أشار صاحب كتاب " السلفية " ( ص : 69 ) إلى اشتهار الشيخ " بَداه " بنصرة المؤسسات السلفية
و القائمين عليها ، و على رأسها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، لمّا اتهمها أهل بلاده بالبدع ، فبين صحة ما تثبته من اعتقاد ، و أثنى عليها شعراً ، فقال :
في جامعة الإسلام في القلب موقع ** أليس بها نور المدينة يستطع
وقد رامها أبناء بجدتنا على ** قيادة ابن باز الرفيع المرفع
وقد أحكمت أحكامها و دروسها ** و هيئتها الحسنى هناك تلمع
إلى قوله :
فبورك في أعضائها و دروسها ** و في ملكها لهو الشجاع المقنع
رابعا : موقفه من علم الكلام و التصوف
أما علم الكلام ، فقد أفرد في بيان زيفه كتاب " الدر النضيد في علم الكلام و حقيقة التوحيد " .
و أما التصوف فقد ذكر صاحب كتاب " السلفية " ( ص : 471 ) حكمة العلامة " بَداه " في معالجته للانحرافات الطرقية ، في مقابلة أجراها معه حيث قال العلامة " بَداه " : ( إن مصلحة الدعوة السلفية تحتم علينا أن نتحاشا المصادمة مع أصحاب الطرق الصوفية ، الذين هم أكثر أهل هذه البلاد ، وذلك رغبة في اجتذاب الناس إلى منهج السلف و عقيدتهم ، دون الدخول في مشادات كلامية لا جدوى من ورائها ، لذلك فإننا نركز على بيان المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته رضي الله عنهم و التابعون لهم بإحسان ، و نحذر من كل ما يخالف ذلك ، دون أن نذكر أسماء الطرق الصوفية أو مشايخها ) .
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته...
.منقـــــــــــــــــول للفائدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون