الجمعة، ١٥ مايو ٢٠٠٩

في رثاء العلامة محمد سالم ولد عدود.. شعر/ الإمام أحمد بن المرابط


شنقيطُ صبْرًا وإن جلَّ المُصاب فلا

نَفُوهُ إلا بما يُرضي الإلهَ علا

إن قلتِ لي كيف لي بالحدِّ من جزَعِي

أليس علاَّمتي عنِّي قد ارتحلا

ألم يكن مَرْجِعا للمُشكلات، فكم

من مُّشكل حلَّه من بعدما شَكَلا

ألم يكن بحرَ علمٍ لا يُكدِّره

نزْحٌ، فكم طالبٍ قد علَّه عَلَلا

ألم يكن مُفْتيًا، ألم يكن حَكَمًا

بالعدل قام وما عن عدله عدلا

ألم يكن آمِرا بالعُرف مؤْتمَرا

فما يخالف قولاً منه ما فعلا

أليس ينهى عن المنكور منْتهيًا

بحِكمة تَطَّبي للرشْد مَن جَهِلا

أليس من يَدِه مع اللسان ذَوُو الْـ

ـإِسلام قد سَلِموا يا نِعْمَهُو رجُلا

ألم يكن زان (شنقيطَ) العتيقةَ في

محافل العلم فازدادت هناك علا

فاسْمَحْ بَنفْثَة مصْدور تخفِّف ما

قد اعتراني من الخطب الذي نزلا

أقول لا شك أنَّا خَطَْبُـنا جَلَلٌ

لكن بتوجيه ربيِّ أَبتغي العملا

فمن يُراجِعْ لدى مُصابه فَلَهُ

مِن الإله تعلى رحْمةٌ وَصَلا

إنَّا له وإليه راجعون وما

يَشأْ يكن والذي ما شاء جلَّ فلا

قُولي لأعداء دين الحق إن شَمِتوا

تَعْسًا لكم واخسَؤُوا يـأيها الجُهلا

ذو العلم قد جَعلَ المولى الكريمُ له

لسانَ صِدْقٍ به تخليدُه حَصلا

لا تحسبوا ذِكْرَ هذا الشيخِ منقطعا

بل ليس ينفكُّ بين الناس متَّصلا

أبناؤُه وذَوُوه الأكرمون وَعَوْا

تعْليمَه واكتسَوْا من هَدْيِه حُلَلا

فهم له خَلَفٌ يقْفون منهجه

ويعملون من الخيرات ما عملا

فبارك الله فيهم واستدام لهم ما

عُوِّدوا من إليً موصولةً بإلى

يا ءال (عدُّودَ) كلُّ المسلمين لهم

تحقُّ تعْزيَةٌ في (النَّاهِ) إذْ رَحَلا

فقدِّموا لِـمُعزِّيكم تَعازيَكم

إنَّ الأسى لذوي الإسلام قد شملا

لذا أقول لدى تقديم تعْزيَتي

يا مسلمون اجْعلوا الصبرَ الجميلَ حُلا

تذكَّروا ـ وابتغوا أجرا ـ مصيبتَكم

بسيِّد الرسْل تسْلوا سيِّدَ الفُضَلا

أوْلاه مولاه في الفردوْس منزلةً

تَرُوقُه ليس عنها يبتغي حِوَلا

صلَّى وسلم ربُّ العـلمين على

خير الورى وعلى أصحابه النُّبَلا

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون